سبب حبس طارق النهري

يُعد الفنان والمخرج المصري طارق النهري واحدًا من الشخصيات البارزة في المشهد الفني المصري، حيث قدم العديد من الأعمال التي لاقت استحسان الجمهور. لكن حياته أخذت منعطفًا غير متوقع عندما واجه اتهامات قانونية خطيرة على خلفية أحداث سياسية شهدتها البلاد. هذه القضية أثرت على حياته الشخصية ومسيرته الفنية، مما جعله يختفي عن الساحة لفترة طويلة قبل أن يعود مرة أخرى بعد الإفراج عنه.

تورط طارق النهري في أحداث مجلس الوزراء

في ديسمبر 2011، شهدت مصر احتجاجات واسعة أمام مجلس الوزراء، حيث تجمع المتظاهرون للتعبير عن رفضهم للقرارات الحكومية في تلك الفترة التي كانت تتسم بعدم الاستقرار. وسط هذه الاحتجاجات، اندلعت أعمال شغب وعنف، واتُهم طارق النهري بالتورط في التخريب وإشعال النيران في المباني العامة، بما في ذلك المجمع العلمي المصري، وهو معلم تاريخي يحتوي على وثائق نادرة لا تُقدر بثمن. الصور التي انتشرت له وهو يحمل ما يبدو كسلاح ناري زادت من الضغوط القانونية عليه، وأصبحت هذه القضية من أبرز الأحداث التي شغلت الرأي العام.

إجراءات المحاكمة والحكم الصادر بحق طارق النهري

عقب اندلاع الأحداث، تم توجيه عدة تهم لطارق النهري، من بينها التحريض على العنف، التخريب، والتعدي على قوات الأمن. في عام 2015، أصدرت محكمة الجنايات حكمًا غيابيًا بالسجن المؤبد بحقه، وهو ما مثل صدمة للكثيرين، خاصة في الوسط الفني الذي كان يرى النهري كممثل ومخرج أكثر من كونه شخصًا سياسيًا. لاحقًا، تم القبض عليه وإعادة محاكمته بشكل حضوري، مما أدى إلى تأكيد الحكم، وسط دعوات من بعض مؤيديه لمراجعة القضية بناءً على ملابساتها وسياقها السياسي والاجتماعي.

تخفيف الحكم والعفو الرئاسي عن طارق النهري

مع استمرار الجدل حول القضية، شهدت المحكمة تطورات قانونية مهمة، حيث قررت محكمة النقض في عام 2020 تخفيف الحكم من السجن المؤبد إلى السجن 15 عامًا، وهو ما اعتبره البعض استجابة جزئية لطلبات تخفيف العقوبة. لكن النقطة الفاصلة في القضية جاءت عام 2022 عندما شمله قرار العفو الرئاسي، مما أدى إلى الإفراج عنه نهائيًا. هذا القرار كان جزءًا من مبادرة أوسع للإفراج عن عدد من المحكومين في قضايا ذات طابع سياسي أو شغب خلال تلك الحقبة.

كيف أثرت فترة السجن على طارق النهري؟

عانى طارق النهري كثيرًا خلال فترة احتجازه، حيث تحدث في أكثر من مناسبة بعد خروجه عن مدى صعوبة تجربة السجن، وكيف أعادت تشكيل نظرته للحياة. أشار إلى أن الفترة التي قضاها خلف القضبان جعلته أكثر تقديرًا للحرية، ومنحته فرصة لإعادة التفكير في مسيرته وطريقة تعامله مع الأحداث. كما تحدث عن الدعم الذي تلقاه من عائلته وأصدقائه في الوسط الفني، والذين وقفوا إلى جانبه رغم الأزمة.

هل يعود طارق النهري إلى العمل الفني؟

بعد خروجه من السجن، أكد طارق النهري في عدة لقاءات إعلامية أنه لا يزال يحمل الشغف نفسه تجاه التمثيل والإخراج، وأنه يطمح للعودة إلى جمهوره من خلال أعمال جديدة تعبر عن الواقع الاجتماعي والسياسي بمهنية وفنية راقية. هناك تكهنات حول مشاركته في بعض المشاريع الدرامية، وقد بدأ في دراسة سيناريوهات لعدة أعمال ليختار منها ما يناسب مرحلته الجديدة. يبدو أن تجربة السجن لم تنل من عزيمته، بل زادته إصرارًا على العودة بشكل أقوى.