يسرا اللوزي وابنتها

تُعد الفنانة المصرية يسرا اللوزي من النجمات الموهوبات في الوسط الفني، حيث استطاعت أن تبني اسمًا قويًا من خلال أدوارها المميزة. ولكن بعيدًا عن الأضواء، هناك جانب آخر في حياتها مليء بالتحديات والإنجازات، وهو دورها كأم لابنتها دليلة. هذه القصة ليست مجرد تجربة أمومة عادية، بل هي حكاية ملهمة عن الصبر، الحب، والدعم غير المشروط.

يسرا اللوزي واكتشاف فقدان السمع لدى دليلة

كانت يسرا اللوزي تعيش فرحتها بقدوم طفلتها الأولى دليلة، ولكن مع مرور الوقت، بدأت تلاحظ أن استجابتها للأصوات أقل من الطبيعي. في البداية، لم يكن القلق كبيرًا، لكن مع بلوغ دليلة عامها الأول، بدأت علامات الشك تتزايد. لم تكن تلتفت عند سماع الأصوات المرتفعة، ولم تكن تتفاعل مع المناداة باسمها. عندها قررت يسرا أن تذهب لاستشارة الأطباء، ليأتي التشخيص الصادم: دليلة تعاني من فقدان سمع عميق.

رحلة يسرا اللوزي في دعم ابنتها

بعد استيعاب الخبر، لم تستسلم يسرا وزوجها، بل قررا البحث عن أفضل الحلول لدعم ابنتهما. كان أحد القرارات المهمة هو تعلم لغة الإشارة، حتى تتمكن العائلة من التواصل مع دليلة بسهولة. كما قررت يسرا أن تمنح ابنتها فرصة السمع من خلال عملية جراحية دقيقة لزراعة قوقعة، وهي عملية معقدة لكنها كانت الخيار الأفضل. استمرت العملية سبع ساعات كاملة، وكانت لحظات الانتظار مليئة بالقلق والتوتر، لكن في النهاية، نجحت العملية، وبدأت رحلة دليلة مع التأهيل السمعي.

دور يسرا اللوزي في التوعية المجتمعية

لم تحتفظ يسرا بتجربتها لنفسها، بل قررت أن تكون صوتًا للأمهات اللاتي يواجهن مواقف مماثلة. شاركت في العديد من المبادرات الهادفة إلى نشر الوعي حول فقدان السمع لدى الأطفال وأهمية الاكتشاف المبكر. كما شددت على ضرورة إجراء فحوصات السمع للمواليد الجدد، مشيرة إلى أن الاكتشاف المبكر يمكن أن يُحدث فرقًا كبيرًا في حياة الطفل.

مواجهة يسرا اللوزي للتنمر ودعمها لقضايا الإعاقة

لم تكن تجربة يسرا سهلة، خاصة مع وجود بعض التعليقات السلبية والتنمر الإلكتروني. في إحدى المرات، تعرضت لهجوم من أحد المتابعين الذي وصفها بـ”أم الطرشة”، لكنها ردت بكل قوة وثقة، موضحة أن المصطلح الصحيح هو “الصم وضعاف السمع”، وأكدت أنها فخورة بابنتها. هذا الموقف زاد من احترام الجمهور لها، حيث أظهرت وعيًا ودعمًا كبيرًا لقضايا أصحاب الهمم.

إطلاق كتاب “لما رقصت دليلة”

من ضمن المبادرات الرائعة التي دعمتها يسرا اللوزي، كان إصدار كتاب للأطفال بعنوان “لما رقصت دليلة”. يروي الكتاب بطريقة بسيطة قصة طفلة صماء تجد طريقتها الخاصة في التعبير عن نفسها من خلال الرقص. يهدف الكتاب إلى توعية الأطفال والأهالي بأهمية تقبل الآخرين، خاصة ذوي الاحتياجات الخاصة، وتعزيز فكرة أن الإعاقة ليست حاجزًا أمام النجاح والإبداع.

يسرا اللوزي وسعادتها بلقب “أم البنات”

لم تتوقف حياة يسرا عند تجربة أمومتها الأولى، ففي عام 2020، رزقت بطفلتها الثانية نادية. عبرت عن سعادتها الكبيرة بلقب “أم البنات”، مؤكدة أن هذه النعمة تجعلها تشعر بمسؤولية أكبر تجاه تربية بناتها على الحب، الثقة، وقوة الإرادة. أشارت أيضًا إلى أن تجربتها مع دليلة علمتها الكثير عن الصبر والتحدي، وجعلتها أكثر تفهمًا واحتواءً كأم.

تأثير قصة يسرا اللوزي على المجتمع

أصبحت تجربة يسرا مصدر إلهام للكثير من العائلات، حيث دفعت العديد من الآباء والأمهات إلى إعادة النظر في مفهوم التربية والاحتياجات الخاصة. من خلال حديثها الصادق والمفتوح، ساعدت على كسر الحواجز الاجتماعية المرتبطة بالإعاقة، وشجعت العديد من الأهالي على الاهتمام بمشكلات السمع عند الأطفال، والبحث عن الحلول المناسبة مبكرًا.

قصة يسرا اللوزي مع ابنتها دليلة ليست مجرد قصة أم وابنتها، بل هي رسالة ملهمة عن القوة، الحب، والإرادة. من خلال تحدياتها وانتصاراتها، أثبتت أن الأمومة ليست مجرد رعاية، بل هي صمود، دعم، وإيمان بقدرات الأبناء مهما كانت التحديات.