نهى عابدين هي واحدة من الفنانات المصريات اللواتي تركن بصمة واضحة في عالم الدراما والسينما بفضل موهبتها وجمالها الطبيعي. ولدت في مدينة الإسكندرية في الخامس والعشرين من أكتوبر عام 1988، ونشأت في بيئة تجمع بين التنوع الثقافي، حيث ينتمي والدها إلى محافظة سوهاج ووالدتها إلى مدينة رشيد. درست نهى في المعهد العالي للفنون المسرحية، حيث صقلت موهبتها الفنية، وبدأت مشوارها التمثيلي في عام 2010. اشتهرت بأدوارها المتنوعة التي تجمع بين العمق الدرامي والخفة الكوميدية، مما جعلها محط أنظار الجمهور والنقاد على حد سواء. حياتها الشخصية والفنية مليئة بالمحطات المثيرة للاهتمام، بدءًا من زواجها وانفصالها، وصولًا إلى قرار اعتزالها المفاجئ ثم عودتها للفن مرة أخرى.
أقسام المقال
نهى عابدين تكشف عن ديانتها ضمن سياق حياتها
لم تُصرح نهى عابدين بشكل مباشر عن ديانتها في مقابلاتها الإعلامية، لكن من خلال نشأتها في مصر، وهي دولة ذات أغلبية مسلمة، واسمها الكامل “نهى محمد عابدين السيد” الذي يحمل طابعًا عربيًا تقليديًا، يمكن أن يُفهم أنها تنتمي إلى الديانة الإسلامية. هذا الاستنتاج يتماشى مع السياق الثقافي والاجتماعي الذي ترعرعت فيه بمدينة الإسكندرية، وهي مدينة معروفة بتنوعها الثقافي لكنها تحتفظ بالهوية الإسلامية كجزء أساسي من نسيجها الاجتماعي. نهى، مثل كثير من الفنانين، تُفضل التركيز على عملها الفني بدلاً من الحديث عن تفاصيل دينية أو شخصية حساسة، مما يعكس رغبتها في الحفاظ على خصوصيتها.
نهى عابدين تتحدث عن جذورها العائلية
تتميز نهى عابدين بخلفية عائلية تجمع بين جنوب وشمال مصر، فوالدها من سوهاج، وهي محافظة تقع في صعيد مصر، بينما والدتها تنحدر من رشيد، وهي مدينة ساحلية تاريخية. هذا التنوع في الأصول أضفى على شخصيتها طابعًا فريدًا، حيث تجمع بين الجدية والعمق الصعيدي والحيوية الساحلية التي تشتهر بها الإسكندرية. في أحد اللقاءات التليفزيونية، تحدثت نهى عن طفولتها في الإسكندرية، مشيرة إلى أنها لم تكن تطمح للتمثيل في البداية، بل كانت تهتم بالعلوم الإنسانية قبل أن تكتشف شغفها بالفن مع تقدمها في العمر.
نهى عابدين وزواجها من حازم زيدان
في عام 2014، ارتبطت نهى عابدين بالممثل والمخرج السوري حازم زيدان، نجل الفنان السوري الشهير أيمن زيدان. التقيا خلال دراستهما معًا في معهد السينما، وتطورت علاقتهما إلى زواج أثمر عن طفلهما الوحيد أيمن، الذي سُمي تيمّنًا بجده. لكن هذه العلاقة لم تستمر طويلاً، حيث انفصلا في عام 2017 بعد ثلاث سنوات فقط من الزواج. تحدث حازم لاحقًا عن أسباب الانفصال، مشيرًا إلى اختلاف الثقافات والتسرع في اتخاذ قرار الزواج، بينما اختارت نهى الصمت حيال هذا الأمر، مفضلة التركيز على تربية ابنها والعودة إلى مسيرتها الفنية.
نهى عابدين تقرر الاعتزال ثم تعود
في مايو 2020، فاجأت نهى عابدين جمهورها بإعلان اعتزالها الفن نهائيًا بعد مسيرة امتدت لعشر سنوات. جاء هذا القرار بعد تصويرها مسلسل “اتنين في الصندوق”، وكتبت عبر حسابها على فيسبوك أنها اتخذت هذا القرار بعد تفكير طويل لأنه سيمنحها الراحة النفسية. أثار القرار جدلاً واسعًا بين محبيها وزملائها، حيث أبدت فنانات مثل ريهام عبد الغفور رفضها له، بينما دعمتها أخريات مثل نسرين أمين. لكن بعد أشهر قليلة، عادت نهى إلى الساحة الفنية، مؤكدة أن الفن جزء لا يتجزأ من حياتها، وربما كان قرار الاعتزال انعكاسًا لضغوط شخصية أو مهنية مؤقتة.
نهى عابدين تتألق في أعمالها الدرامية
بدأت نهى مسيرتها الفنية في 2010 بدور في مسلسل “طوق نجاة” بجانب فيفي عبده، ثم شاركت في نفس العام بفيلم “سفاري” مع أحمد بدير. لكن تألقها الحقيقي جاء في 2016 مع مسلسل “ونوس” بطولة يحيى الفخراني، حيث أظهرت قدرتها على الجمع بين الخفة والعمق الدرامي. من أبرز أعمالها أيضًا “حلاوة الدنيا” مع هند صبري، حيث جسدت شخصية “شهد” التي تمزج بين الطيبة والشر، مما جعلها تبدو واقعية للغاية. كما شاركت في “العتاولة” عام 2024، وقدمت شخصية “ديحا” التي نالت إعجاب الجمهور وأصبحت حديث مواقع التواصل الاجتماعي.
نهى عابدين تترك بصمة في السينما
على الرغم من أن نهى اشتهرت أكثر بالدراما، إلا أنها قدمت أدوارًا لافتة في السينما. بعد “سفاري”، شاركت في “الكنز 2: الحب والمصير”، ثم فيلم “الحارث” و”يوم 13″. اختياراتها السينمائية تعكس حرصها على تقديم أدوار متنوعة، سواء كانت بطولية أو مساعدة، مما يبرز ذكاءها الفني وقدرتها على التكيف مع مختلف الأنواع السينمائية.
نهى عابدين وبقية أعمالها المميزة
إلى جانب ما ذُكر، شاركت نهى في العديد من الأعمال الأخرى التي ساهمت في تعزيز مكانتها، مثل “كاريوكا” الذي تناول السيرة الذاتية لتحية كاريوكا، و”ميراث الريح”، و”لعبة الموت”، و”شبر مية”، و”قابيل”، و”خلي بالك من زيزي”، و”تحت الوصاية”، و”مفترق طرق”. هذه الأعمال تُظهر تنوعها بين الكوميديا والدراما الاجتماعية والتشويق، مما يجعلها واحدة من الممثلات القلائل القادرات على الانتقال بسلاسة بين الأنواع الفنية المختلفة.
نهى عابدين تلهم جمهورها بشخصيتها
ما يميز نهى عابدين ليس فقط موهبتها، بل شخصيتها القوية والمرنة في الوقت ذاته. قدرتها على العودة بعد الاعتزال، وتحملها مسؤولية تربية ابنها كأم عزباء، واستمرارها في اختيار أدوار تتحدى قدراتها، جعلها مصدر إلهام للكثيرين. إعجابها بفنانات مثل منى زكي وهند صبري يعكس طموحها للوصول إلى مستوى عالٍ من الاحترافية، بينما تقديرها لجمهورها يظهر في تفاعلها المستمر معهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي.