تُعد الكويت من أبرز الدول الخليجية التي تتمتع بتنوع سكاني كبير، يجمع بين المواطنين والوافدين من مختلف دول العالم. ورغم هذا التنوع، يُشكّل المسلمون الغالبية العظمى من السكان، مما ينعكس على البنية الاجتماعية والثقافية للدولة. يتناول هذا المقال توزيع المسلمين في الكويت حسب الجنسية والانتماء المذهبي، كما يستعرض الأوضاع الدينية العامة والحرية الممنوحة للأديان الأخرى داخل البلاد.
أقسام المقال
التركيبة السكانية والدينية في الكويت
يبلغ عدد سكان الكويت في عام 2025 نحو 5,026,078 نسمة، يتوزعون بين المواطنين الكويتيين بنسبة تقارب 30%، والوافدين بنسبة تُقدّر بـ70%. يُلاحظ أن الدين الإسلامي هو الدين الرسمي للدولة، كما يُمثّل المسلمون حوالي 74.6% من إجمالي السكان، أي ما يعادل حوالي 3,749,000 نسمة. وتُعد هذه النسبة انعكاسًا للسياسات الاجتماعية والثقافية، التي تقوم على أساس الانتماء الديني باعتباره جزءًا من الهوية الوطنية. ومن الجدير بالذكر أن نسبة المسلمين بين الكويتيين أنفسهم مرتفعة للغاية، إذ يُقدّر أن أكثر من 99% من المواطنين الكويتيين يدينون بالإسلام، ما يجعل الدين عنصرًا جوهريًا في تكوين الهوية الوطنية للكويتيين.
توزيع المسلمين حسب الجنسية
توزيع المسلمين في الكويت يكشف عن تنوع واضح، حيث لا يقتصر على المواطنين الكويتيين فحسب، بل يشمل أعدادًا كبيرة من المسلمين الوافدين من مختلف الدول. الكويتيون المسلمون يبلغ عددهم نحو 1,567,731 نسمة، بينما يبلغ عدد العرب غير الكويتيين المسلمين قرابة 1,247,681 نسمة. أما المسلمون من أصول آسيوية، وغالبيتهم من الجالية البنغالية والباكستانية والهندية، فيبلغ عددهم حوالي 866,340 نسمة. كما توجد أعداد أصغر من المسلمين من جنسيات أوروبية وأفريقية وأمريكية وأسترالية، ويبلغ مجموعهم قرابة 44,693 نسمة.
الديانات الأخرى في الكويت
رغم أن المسلمين يشكلون النسبة الأكبر من السكان، فإن الكويت تحتضن أيضًا العديد من الأديان الأخرى. تُقدّر نسبة المسيحيين بحوالي 17.93% من السكان، أي ما يعادل 837,874 نسمة. كما يوجد أتباع للديانات الهندوسية والبوذية والسيخية والبهائية، وتُشكّل هذه الديانات مجتمعة نسبة 7.48% من السكان، بما يعادل 349,539 نسمة. تأتي غالبية هؤلاء من الجاليات الهندية والنيبالية والفلبينية.
الحرية الدينية والتعايش في الكويت
تتمتع الكويت بسمعة طيبة في ما يتعلق بحرية الأديان، رغم أنها دولة تُعرِّف نفسها دستوريًا كدولة إسلامية. ينص الدستور الكويتي في مادته رقم 35 على حرية الاعتقاد وممارسة الشعائر الدينية، شريطة ألا تتعارض مع النظام العام والآداب العامة. يوجد في الكويت عدد من الكنائس والمعابد التي تخدم الجاليات غير المسلمة، كما يُسمح لهم بالاحتفال بأعيادهم ومناسباتهم الدينية ضمن ضوابط محددة.
انقسام المسلمين بين السنة والشيعة
يشهد المجتمع المسلم في الكويت انقسامًا مذهبيًا واضحًا بين السنة والشيعة، وهو ما يعكس تعدد الأصول والجذور الثقافية داخل المجتمع. يُقدّر أن 70% من المسلمين الكويتيين يتبعون المذهب السني، بينما يتبع 30% المذهب الشيعي. ويتمثل هذا الانقسام في تعدد المساجد والحسينيات، كما يظهر في الحياة الاجتماعية والسياسية، وإن كان ذلك ضمن أطر التعايش المشترك.
أثر عدد المسلمين على المظهر العام للمجتمع
لعب وجود الأغلبية المسلمة في الكويت دورًا كبيرًا في تشكيل المظهر العام للحياة الاجتماعية والثقافية. تغلب العادات الإسلامية على الكثير من السلوكيات اليومية، مثل أوقات العمل في رمضان، وانتشار المساجد في جميع المناطق، والاهتمام بالمناسبات الدينية. كما أن القوانين مستمدة من الشريعة الإسلامية، خاصة فيما يتعلق بالأحوال الشخصية، مما يجعل الدين عنصرًا فاعلًا في حياة الأفراد.
التعليم والتربية الإسلامية في الكويت
النظام التعليمي في الكويت يهتم كثيرًا بتعليم الدين الإسلامي، سواء من خلال المناهج المدرسية الرسمية أو من خلال الأنشطة الدينية في المساجد والمراكز الثقافية. يتم تدريس القرآن الكريم والحديث النبوي والتاريخ الإسلامي ضمن المواد الأساسية، كما تُنظم دروس ومحاضرات دينية موجهة للناشئة. ويُعزز هذا التوجه من ترسيخ القيم الإسلامية في الجيل الجديد، بما يتماشى مع الطابع العام للمجتمع.
الخلاصة
إن عدد المسلمين في الكويت يُمثّل النسبة الأكبر من السكان، ويعكس تركيبة سكانية ومذهبية متنوعة داخل الإطار الإسلامي العام. ورغم التنوع الكبير في جنسيات وانتماءات السكان، استطاعت الكويت أن تحافظ على توازن ديني يُتيح حرية ممارسة الشعائر للجميع، ويُعزّز من قيم التعايش المشترك. المجتمع الكويتي مجتمع إسلامي في جوهره، لكنه مفتوح على العالم ويحتضن مختلف الديانات والثقافات بتسامح ملحوظ.